حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,10 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4771

الدكتور الحسبان يكتب: امتحانات الثانوية العامة

الدكتور الحسبان يكتب: امتحانات الثانوية العامة

الدكتور الحسبان يكتب: امتحانات الثانوية العامة

09-07-2025 09:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور احمد الحسبان

يصف نابليون بونابرت الامتحانات بالحروب الأشد ضراوة وكانت أكثر شيء يخشى الخوض فيه، رغم أنه قائد فذّ، له ما له، وعليه ما عليه. وتكثر نصائح الخارجين منها بفشل او بنجاح لتتعدى حاجز البطولات، ولو عادوا اليها لراودتهم ذات المخاوف عن اليمين وذات الشمال.

وما أغرب منهم إلاّ نصائحهم، فمعظمها يصبُّّ في ضبط الاعصاب، والهدوء وعدم التوتر، والثقة بالنفس، والاكثار من الادعية المأثورة وغير المأثورة، والنوم الكافي، والاكثار من المنبهات - التي تتعارض مع النوم الكافي أساساً. ولا يدرون ان الطالب/الطالبة في رعب شديد لا يخرجهم منه تلك الكليمات القلائل في التهدئة والاسترخاء.

ان اهم ما يحتاجه الطالب في هذه المرحلة هو ليس الطمأنة وضبط الأعصاب، ان ما يحتاجه هو الاستعداد والتدريب على اجراء الامتحانات في وقته الخاص ، هذا فعلياً ما سيزيد ثقته بنفسه لتبدد مخاوفه- وليس بغيره يصمد ثم ينجح. أشغلوهم بالعمل الجاد يتوقف انشغالهم بالخوف - فالفراغ مفسدة.

ولربما كان نابليون محقاً بتشبيه الامتحان بالحرب، ففي الحرب قال ربي ( أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)، وكانت التدريبات العسكرية تنهج المقولة ( نتدرب لنقاتل، ونقاتل كما تدربنا). التدريب بالتوجيهي هو : أن يخضع طالب التوجيهي لفحص واحد على الأقل قبل الفحص الحقيقي ( حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا)، هذه البروفة يجب أن تكون كاملة الأركان، يدخل فيها الطالب لغرفة فارغة ومعه ورقة أسئلة وقلم وعدة اوراق بيضاء وكرسي وطاولة، ويوضع في بيئة وزارية مماثلة، لا ماء ولا أكل ولا كلام، لا غش ولا مساعدة ولا رحمة ولا هوادة، ويتم توقيت الامتحان بما يماثله بالوزارة من وقت وعدد اسئلة، نماذج من أسئلة سنوات سابقة، وبعد انتهاء الوقت يتم تصحيح اجوبته بدقة واجحاف، نصف الصح خطأ، ولا صحيح الا ما تمت صحته. وتهدى اليه اخطاؤه لكي يعالجها بنفسه، ويفضل تكرار ذلك عدة مرات حتى يتحسن أداؤه، تماما كمن يتدرب عضليا على الجري لمسافة مئة متر في 15 ثانية كل صباح وكل مساء حتى يتقنها. وكذا تدريب العقل يماثله. هذه هي نظرية التدريب والاستعداد - ولا شي غيرها، من درس درس سابقا فلا وقت للعليقة وقت الغارة.

النظرية أعلاه تم تجربتها لسنوات عدة على عدد من طلاب توجيهي من أبناء الأصدقاء والمعارف والأقارب وذويهم، وكانت نسبة نجاحها تتعدى 90% وحسب جدية التنفيذ. لكن لم يكن لدي وقتئذ فكر البحث العلمي الممنهج لأوثقها في استبيان أدرج نتائجه بورقة بحثية في سكوبس كيو 1. لكني طبقتها في غير مكان في أحد الاعتمادات الدولية على طلاب الكلية لتجهيزهم لأسئلة اللجان الأمريكية - ونجحت.

تذكروا أصدقائي - خلاصة القول : نتدرب لنقدم الامتحان، ونقدم الامتحان كما تدربنا.
أحمد. طالب توجيهي سابق.








طباعة
  • المشاهدات: 4771
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-07-2025 09:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم